التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر وإلى الله ترجع الأمور 210}

صفحة 846 - الجزء 1

  عليه، يعاقبكم فلا يمنعه مانع، حكيم أي مع أنه قادر على عقوباتكم، عليم باستحقاق العقاب ومقاديره، حكيم في فعل ذلك.

  · الأحكام: الآية تدل على أن العقوبة على الزلل إنما تكون بعد إقامة الحجة، وذلك يكون بوجهين، أما الشرائع فإنما تُعْلَمُ من جهة الوحي والنبي، وأما التوحيد فبأدلة العقل.

  وتدل على أن من لم تأته الحجج لا يكفر بترك الشرائع؛ لأنه إنما يلزمه بالسماع.

  وتدل على بطلان قول أصحاب المعارف؛ لأنه توعد بعد مجيء البينات، وعندهم لا تأثير للبينات والنظر.

  وتدل على أن الزلل فِعْلُهم، لذلك أضافه إليهم، وأوعدهم عليها، فيبطل قول الْمُجْبِرَة في المخلوق.

  وتدل على ذلك من وجه آخر؛ لأنه وصف نفسه بأنه حكيم، فلو كان كل كفر وسفه وزلل وقبح في العالم من خلقه وإرادته لما صَحَّ وَصْفُهُ بذلك.

قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ ٢١٠}

  · القراءة: قرأ أبو جعفر: «الملائكة» بالخفض عطفًا على الغمام أي مع الغمام، والقراء السبعة بالضم، يعني تأتي الملائكة.