قوله تعالى: {قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم دينا قيما ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين 161 قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين 162 لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين 163}
  قلنا: درجات الأعمال مختلفة فالجزاء عليها مختلف، وتفضُّلُه عليها مختلف.
  وتدل الآية على أنه - تعالى - لا يظلم أحدا، فيبطل قول الْمُجْبِرَةِ من وجوه:
  أحدها: أن الابتداء بالعذاب لا يجوز؛ لأنه ظلم، وهم يجوزونه.
  وثانيها: الزيادة على المستَحَقِّ.
  وثالثها: خلق الظلم وإرادة الظلم.
  ورابعها: عقوبة الأطفال.
  وخامسها: أن الاستطاعة مع الفعل؛ لأنه لا ظلم أعظم ممن يأمر بما لا يُقْدَرُ عليه، ثم يعذبه.
  وتدل على أن فعل الحسنة والسيئة حادث من جهة العبد، فيبطل قولهم في المخلوق.
قوله تعالى: {قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ١٦١ قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ١٦٢ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ١٦٣}
  · القراءة: قرأ أبو جعفر ونافع وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب «قَيِّمًا» بفتح القاف، وكسر الياء مشددة، ومعناه مستقيم، وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي: «قِيَمًا» بكسر القاف وفتح الياء خفيفة، وهو مصدر كالكِبَرِ والصغر، وقرأ أبو جعفر ونافع «محياي» ساكنة الياء «ومماتي» بفتح الياء قال علي بن عيسى: وهو غلط عند النحويين؛ لأنه جمع بين ساكنين في الوصل، وقرأ الباقون «محيَاي» بفتح الياء «مماتي» ساكنة الياء