قوله تعالى: {وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا ومن يرد ثواب الدنيا نؤته منها ومن يرد ثواب الآخرة نؤته منها وسنجزي الشاكرين 145}
  ولأنه لو خلق إبليس ليدعو إلى الضلال وبعث الأنبياء ليدعوا إلى الحق، فالدعوتان جميعًا منه، فهذا لا يكون تدبير حكيم، تعالى عن قولهم علوًّا كبيرًا.
  القصة
  لما نزل رسول اللَّه ÷ بالشعب أمر الرماة أن يلزموا أصل الجبل ولا يبرحوا كان لنا أو علينا، وحملوا على الكفار فهزموهم، فقتل علي طلحة بن أبي طلحة صاحب لوائهم، فلما رأوا هزيمة الكفار بادر قوم من الرماة إلى الغنيمة، ورأى خالد بن الوليد وهو صاحب الميمنة فحمل عليهم وعلى المسلمين فهزموهم، وشج رسول اللَّه ÷ وكسرت رباعيته، وتفرق أصحابه، ونودي أن محمدًا قتل، فنادى رسول اللَّه، ÷: «إليَّ إليَّ» فعرف، وأول من عرفه كعب بن مالك، قال: عرفته ببريق عينيه تحت المغفر، قال: فناديت: هذا رسول اللَّه ÷، واجتمع إليه المهاجرون والأنصار، وطعن رسول اللَّه ÷ أبي بن خلفٍ فجرحه، فوقع عن فرسه وهو يخور كما يخور الثور، ويقول: قتلني محمد، فحملوه، وقالوا: لا بأس عليك، فقال: لو كانت الطعنة بربيعة أو مضر لقتلتهم، أليس قال لي: أقتلك؟!، فلو بزق علي بعد ذلك قتلني، فما لبث إلا يومًا حتى مات، وحملوا على الكفار، فهزموهم.
قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ ١٤٥}
  · القراءة: قراءة العامة «سنجزي» بالنون، وعن الأعمش بالياء يعني سيجزي اللَّه الشاكرين، وقد جرى ذكر اسمه.