قوله تعالى: {وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع لعلهم يتقون 51}
قوله تعالى: {وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ٥١}
  · اللغة: الإنذار: الإعلام بموضع المخافة لتتقى، وأصله: استدفاع المخُوف، ومنه النذر؛ لأنه استدفاع المخوف بما يعقد على النفس من عمل البر، نذرت أنذر نذرًا، وأنذرته إنذارًا.
  والخوف والفزع من النظائر، وهو يرجع إلى الاعتقاد، إذا اعتقد في شيء مضرة أو ظنه فهو الخوف، وليس بجنس سوى الاعتقاد والظن.
  والحشر: الجمع.
  والولي والنصير والمعين نظائر.
  والشفع: خلاف الوتر، وأصله: الضم والاجتماع، وشفع هذا الأمر إذا جعله مقدرًا، والشفيع لأنه يشفع لغيره لإنجاح حاجته.
  والتقوى: اجتناب المحارم، وأصله من الوقاية، وقى يقي وقاية.
  · الإعراب: الهاء في قوله: «وأنذر به» يعود على قوله: «ما يوحى إليَّ»، وليس موضعه نصب؛ لأنه في موضع الحال ليخافوا، كأنه قيل: متخلين من ولي وشفيع.
  · المعنى: ثم أمر سبحانه بعد تقديم البينات بالإنذار والوعظ، فقال تعالى: «وَأَنذِرْ بِهِ» أي خوِّف وعِظْ به، قيل: بِاللَّهِ، عن الضحاك، وقيل: بالقرآن، وقيل: بما تقدم ذكره من أحوال القيامة «الَّذِينَ يَخَافُونَ» قيل: يعلمون، وقيل: هو نفس الخوف «أَنْ يُحْشَرُوا