قوله تعالى: {وإن كان كبر عليك إعراضهم فإن استطعت أن تبتغي نفقا في الأرض أو سلما في السماء فتأتيهم بآية ولو شاء الله لجمعهم على الهدى فلا تكونن من الجاهلين 35 إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله ثم إليه يرجعون 36 وقالوا لولا نزل عليه آية من ربه قل إن الله قادر على أن ينزل آية ولكن أكثرهم لا يعلمون 37}
  {مِنْهُمْ مَنْ قَصَصْنَا عَلَيْكَ} وقيل: بالأخبار المتواترة، وكانوا يعرفون إبراهيم وإسماعيل وغيرهما، عن أبي مسلم.
  · الأحكام: في الآية تسلية للرسول ÷، وتقوية لقلبه، ووعد بالنصرة، وتأديب له، وأمر بالصبر.
  وتدل على بطلان قول من كذبه، وأنه لم يكن عن حجة فلا يعتد به.
  وتدل على أن الأنبياء صبروا حتى أتاهم النصر، وأمره بالاقتداء بهم.
  وتدل على أنه لا ينبغي للعالم أن يلتفت إلى قول العوام إذا كان بغير حجة؛ بل يجري على طريقه وعلمه.
قوله تعالى: {وَإِنْ كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الْأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاءِ فَتَأْتِيَهُمْ بِآيَةٍ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ ٣٥ إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ ٣٦ وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ٣٧}
  · اللغة: الكبير: خلاف الصغير، والكُبَارُ: الكبير، وكذلك الكُبَّار بالتشديد والتخفيف، والكِبْر: العظمة، وهو الكبرياء، ورث القوم مجدهم كابرًا عن كابر؛ أي كبيرًا عن كبير في الشرف والعز، وأكبرت الشيء: استعظمته، ومنه: [أَكْبَرْنَهُ أعظمنه]، و {تَوَلَّى كِبْرَهُ} الكِبْر: معظم الأمر؛ أي تولى معظم الإفك، ومنه قوله: {لَإحْدَى الكُبَرِ} أي إحدى العظائم.
  والنفق: السرب وهو المسلك النافذ الذي يمكن الخروج منه، وأصله الخروج،