قوله تعالى: {وبرزوا لله جميعا فقال الضعفاء للذين استكبروا إنا كنا لكم تبعا فهل أنتم مغنون عنا من عذاب الله من شيء قالوا لو هدانا الله لهديناكم سواء علينا أجزعنا أم صبرنا ما لنا من محيص 21 وقال الشيطان لما قضي الأمر إن الله وعدكم وعد الحق ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لي عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لي فلا تلوموني ولوموا أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخي إني كفرت بما أشركتمون من قبل إن الظالمين لهم عذاب أليم 22}
  وتدل على قدرته على خلق من يعلم أنه يؤمن، فيبطل قول من زعم أن كل من علم أنه لو خلق لآمن وجب خلقه من أصحاب الأصلح.
  ويدل قوله: {إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ} على جواز الفناء على الأجسام خلاف ما قاله قوم.
  قال أبو علي: وتدل على أن فعل العبد يسمى شيئًا لقوله: {لَا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْءٍ}.
قوله تعالى: {وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ ٢١ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ٢٢}
  · القراءة: قرأ حمزة والأعمش: (مُصْرِخِيِّ) بكسر الياء، وخطأهما أبو القاسم، وذكر الأخفش أنه لحن في كلام العرب لا شك فيه، وذكر علي بن عيسى أنه لا يجوز عند أكثر النحاة، وجوزه الفراء على ضعف وقال: هو من وهْم القراء، وأنشد الفراء بيتًا:
  قال لها هل لك يا تاقيِّ ... قالت له ما أنت بالمرضيّ
  قال الزجاج: هذا الشعر لا يعرف قائله ولا يلتفت إليه.