التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وإذ قال موسى لفتاه لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين أو أمضي حقبا 60 فلما بلغا مجمع بينهما نسيا حوتهما فاتخذ سبيله في البحر سربا 61 فلما جاوزا قال لفتاه آتنا غداءنا لقد لقينا من سفرنا هذا نصبا 62 قال أرأيت إذ أوينا إلى الصخرة فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان أن أذكره واتخذ سبيله في البحر عجبا 63 قال ذلك ما كنا نبغ فارتدا على آثارهما قصصا 64}

صفحة 4449 - الجزء 6

  وتدل على أن الإعراض عن الأدلة ظلم، فنبه على وجوب النظر وأن المعارف مكتسبة؛ إذ لو كانت ضرورية لكان التمسك وعدم التمسك في حصول العلم سواء.

  ويدل قوله: «وجعلنا ...» إلى آخره على ذم الكفار وتوبيخهم بقلة الاستماع والتفهم في الدين.

  ويدل قوله: {وَرَبُّكَ الْغَفُورُ} أنَّه يمهل مع العصيان للمصلحة.

  ويدل قوله: {وَيُجَادِلُ} و {لِيُدْحِضُوا} أن ذلك فعلهم فيصحح قولنا في المخلوق.

قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا ٦٠ فَلَمَّا بَلَغَا مَجْمَعَ بَيْنِهِمَا نَسِيَا حُوتَهُمَا فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا ٦١ فَلَمَّا جَاوَزَا قَالَ لِفَتَاهُ آتِنَا غَدَاءَنَا لَقَدْ لَقِينَا مِنْ سَفَرِنَا هَذَا نَصَبًا ٦٢ قَالَ أَرَأَيْتَ إِذْ أَوَيْنَا إِلَى الصَّخْرَةِ فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ وَمَا أَنْسَانِيهُ إِلَّا الشَّيْطَانُ أَنْ أَذْكُرَهُ وَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ عَجَبًا ٦٣ قَالَ ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ فَارْتَدَّا عَلَى آثَارِهِمَا قَصَصًا ٦٤}

  · القراءة: قرأ حفص عن عاصم: {وَمَا أَنْسَانِيهُ} بضم الهاء وفي (الفتح): {بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ}⁣[الفتح: ١٠] بضم الهاء في هذين الحرفين في جميع القرآن رداً إلى الأصل، وقرأ الباقون بكسر الهاء على أصلهم.

  · اللغة: الفتى: الرجل الشاب، وجمعه: فتيان.