التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {فقاتل في سبيل الله لا تكلف إلا نفسك وحرض المؤمنين عسى الله أن يكف بأس الذين كفروا والله أشد بأسا وأشد تنكيلا 84}

صفحة 1655 - الجزء 2

  وتدل على وجوب الرجوع إلى الرسول ÷ في عصره وإلى سنته بعده.

  وتدل على وجوب الرجوع إلى العلماء في الفتيا.

  وتدل على صحة الاجتهاد والقياس؛ لأنه استنباط المعنى على الأصول بالتدبر والنظر.

  وتدل على أنه تعالى يلطف بعباده في ترك اتباع الشيطان، ولولا لطفه لوقع الاتباع.

  وتدل على أن اللطف من باب الفضل والرحمة، وأنه نعمة على العبد، وإن وجب عليه تعالى من حيث كلف، والتكليف نعمة، والتمكين نعمة، والهداية نعمة، واللطف نعمة.

قوله تعالى: {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنْكِيلًا ٨٤}

  · اللغة: حَرَّضَ من التحريض وهو الحث.

  البأس: الشدة، وهو حث الناس بالشدة في الحرب، ورجل ذو بأس، وقد بأس بأسًا.

  وأصل التنكيل النكول وهو الامتناع للخوف، ونكل عن اليمين ينكل نكولاً، والنكال: العقوبة سمي بذلك؛ لأنه به يمتنع من الفساد خوفًا منه، والنِّكل: القيد، ونكل به وشَرِّد به من النظائر.

  · الإعراب: الفاء في قوله: «فقاتل» فيه قولان:

  أوله: أنه جواب لقوله: «وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّه فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ