قوله تعالى: {ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون 33 ولبيوتهم أبوابا وسررا عليها يتكئون 34 وزخرفا وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا والآخرة عند ربك للمتقين 35}
  · الأحكام: تدل الآية أن أبا إبراهيم كان كافرًا، وهو آزر، ولا مانع منه، فلا يصح العدول عنه إلى أنه كان عمه، وقد نطق القرآن بذكر الأب في مواضع، ولا يحمل على المجاز إلا بدليل.
  وتدل على أنه تعالى قسم الأرزاق بحسب المصلحة، وأنه قسم النبوة على ما هو الأصلح لعباده.
  وتدل على أنه دبر العالم على أن يحتاج بعضهم إلى بعض؛ ليستدلوا بذلك على أن لها صانعًا لا يجوز عليه الحاجة.
  وتدل أن طلب الآخرة خير من جمع الدنيا.
قوله تعالى: {وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ ٣٣ وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْوَابًا وَسُرُرًا عَلَيْهَا يَتَّكِئُونَ ٣٤ وَزُخْرُفًا وَإِنْ كُلُّ ذَلِكَ لَمَّا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ ٣٥}
  · القراءة: قرأ أبو جعفر وابن كثير وأبو عمرو: «سَقْفًا» بفتح السين وسكون القاف على واحد، وأراد الجنس، ولقوله: {فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ}[النحل: ٢٦] وقرأ الباقون «سُقُفًا» بضم السين والقاف على الجمع، واختلفوا فيه، فقيل: هو جمع سَقْفٍ كَرَهْنٍ ورُهُنٍ، قال أبو عبيد: ولا ثالث لهما، وقيل: السقف جمع سقوف، كرهنٍ ورهون، وزَبْرٍ وزُبور، فهو جمع الجمع.
  وقرأ عاصم وحمزة: «لَمَّا مَتَاعُ» بتشديد (لَمَّا)، على معنى «وما كل ذلك إلا متاع الحياة الدنيا»، فتكون (إنْ) الابتداء و (ما) صلة.