قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون 200}
قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ٢٠٠}
  · اللغة: الرِّباط والمرابطة واحد، وأصل الربط الشد، ربطت الشيء أَرْبِطُهُ ربطا، والرباط ما يشد به، والرباطة ملازمة ثغر العدو لدفع ضرر؛ لأنه بمنزلة ارتباط الخيل بدفعه.
  والمصابرة مفاعلة من الصبر.
  · النظم: لما حكى تعالى أحوال المؤمنين والكافرين فيما تقدم حث على الصبر على الطاعة، ولزوم الدين والجهاد في سبيل اللَّه، وقيل: لما بين من حال المؤمنين بأنهم قاتلوا وقتلوا، وما أعد لهم، أمر بالتمسك بطريقتهم لينالوا مثل ما نال أولئك.
  · المعنى: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا» صدقوا اللَّه ورسوله «اصْبِرُوا» على طاعة اللَّه «وَصابروا» أعداء اللَّه في الجهاد «وَرَابِطُوا» في سبيل اللَّه عن الحسن وقتادة وابن جريج والضحاك، وقيل: اصبروا على دينكم، وصابروا وَعْدي إياكم، ورابطوا أعداءكم عن محمد بن كعب، وقيل: اصبروا على الجهاد، وصابروا العدو، ورابطوا الخيل عليه عن زيد بن أسلم، وقيل: ورابطوا بانتظار الصلاة بعد الصلاة عن أبي مسلم «وَاتَّقُوا اللَّه» أي اجتنبوا مخالفة أمره ونهيه «لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ» يعني لتفلحوا؛ أي لتنالوا البغية من الثواب، وقيل: لتفلحوا بالسلامة من إحباط هذه الأعمال، وقيل: اعملوا هذه الأعمال على رجاء الفلاح.
  · الأحكام: تدل الآية على جماع ما يتناوله التكليف؛ لأن قوله: «اصْبِرُوا» يتناول العبادات واجتناب المحارم «وَصَابِرُوا» يتناول ما يتصل بالغير، كمجاهدة الجن والإنس من