التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شيء وهو كل على مولاه أينما يوجهه لا يأت بخير هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم 76 ولله غيب السماوات والأرض وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب إن الله على كل شيء قدير 77 والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون 78}

صفحة 4080 - الجزء 6

  ملك ألزمه حكم المال كالحج والزكاة ونحوهما، ولكن يستقبح بالشراء، هذا قول أبي حنيفة وأصحابه، قال الشافعي: يملك.

  وذكر أبو علي أنه يدل على بطلان قول أصحاب المعارف لأنه قال تعالى:

  {بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ}.

قوله تعالى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَى مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ لَا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ٧٦ وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ٧٧ وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ٧٨}

  · القراءة: قرأ حمزة والكسائي: «إمهاتكم» بكسر الهمزة، والباقون بضمها.

  وقراءة العامة: «أَيْنَمَا يُوَجِّهْهُ»، وعن ابن مسعود ومجاهد: «أينما توجه».

  · اللغة: الأبكم: الذي يولد أخرس فلا يَفْهَم ولا يُفْهِم، وقيل: الأبكم الذي لا يمكنه أن يتكلم، والبكم: الخرس، وقيل: لا يكون أبكم إلا وهناك ضعف عقل.

  والكَلُّ: الثقل، كَلَّ عن الأمر يكلُّ كَلًّا، إذا ثقل عليه، وكَلَّ السكين كلولاً إذا غلظت شفرته فلم يقطع، وكَلَّ لسانه، والأصل: الغلظ الذي يمنع من النفوذ، ومنه: كَلَّ اللسان إذا لم ينبعث في القول لغلظه.