التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ألم نهلك الأولين 16 ثم نتبعهم الآخرين 17 كذلك نفعل بالمجرمين 18 ويل يومئذ للمكذبين 19 ألم نخلقكم من ماء مهين 20 فجعلناه في قرار مكين 21 إلى قدر معلوم 22 فقدرنا فنعم القادرون 23 ويل يومئذ للمكذبين 24 ألم نجعل الأرض كفاتا 25 أحياء وأمواتا 26 وجعلنا فيها رواسي شامخات وأسقيناكم ماء فراتا 27 ويل يومئذ للمكذبين 28}

صفحة 7232 - الجزء 10

قوله تعالى: {أَلَمْ نُهْلِكِ الْأَوَّلِينَ ١٦ ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ الْآخِرِينَ ١٧ كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ ١٨ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ١٩ أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ ٢٠ فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ ٢١ إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ ٢٢ فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ ٢٣ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ٢٤ أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا ٢٥ أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا ٢٦ وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا ٢٧ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ٢٨}

  · القراءة: قراءة العامة: «نُتْبِعُهُمْ» بالرفع، وقرأ الأعرج: بالجزم عطفًا على (نهلك)، وقرأ ابن مسعود: (سنتبعهم الآخرين).

  قرأ أبو جعفر، ونافع والكسائي: «فَقَدَّرْنَا» مشددة الدال، وهو قراءة علي، والحسن، والسلمي، وطلحة، وقتادة، من التقدير، والباقون خفيفة الذال، وهو اختيار أبي عبيد، وأبي حاتم، من القدرة، لقوله: {فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ} وهو رواية عاصم عن السلمي عن علي، وقيل: التشديد والتخفيف بمعنى واحد، كقوله: {نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ}⁣[الواقعة: ٦٠] قرئ بالتخفيف والتشديد، فمن شدد أراد الجمع بين اللغتين.

  · اللغة: الإتباع: إلحاق الثاني بالأول، تبع تبعًا فهو تابع، وأتبعه إتباعًا.

  والمهين: الحقير، وأصله: الضعف.

  والقرار: المكان الذي يمكن طول المكث فيه، قر الشيء وقر فيه: إذا ثبت على طول مكث، يَقَرُّ قرارًا، ولا قرار لفلان في هذا؛ أي: لا ثبات.