قوله تعالى: {وإلى مدين أخاهم شعيبا قال ياقوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره ولا تنقصوا المكيال والميزان إني أراكم بخير وإني أخاف عليكم عذاب يوم محيط 84 وياقوم أوفوا المكيال والميزان بالقسط ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين 85 بقيت الله خير لكم إن كنتم مؤمنين وما أنا عليكم بحفيظ 86}
  وقيل: أراد ظالمي قوم لوط، حكاه الأصم، وقيل: أراد امرأته، وقيل: هلكت في البلد، وقيل: فيهم.
  · الأحكام: تدل الآية أنه تعالى نجَّى لوطًا وأهل بيته غير امرأته، فإنه أهلكها، وقيل: هلكت في البلد، وقيل: خرجت، ثم هلكت، والأول أصح لقوله: {لَمِنَ الغَابِرِينَ}.
  وتدل على أنهم عذبوا بالقلب والحجر، وقد بينا ما قيل فيه، والأقرب أنهما كانا معًا لا بُعَيْدُ، وعليه يدل الظاهر.
  وتدل على أن عذاب اللَّه لا يبعد عن كل ظالم، وفيه زجر عظيم.
  وتدل على أن الظلم فِعْلُهُمْ؛ لذلك سموا ظالمين، ولو كان هو خَلَقَهُ وأوجده بجميع صفاته لكان أولى بهذا الاسم، تعالى اللَّه عن ذلك.
قوله تعالى: {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلَا تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٍ ٨٤ وَيَاقَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ٨٥ بَقِيَّتُ اللَّهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ ٨٦}
  · اللغة: المحيط: الدائر على الشيء بمثل الحائط، أحاط به يحيط إحاطة، فهو محيط، وحاطه يحوطه حَوْطًا: إذا وعاه، كأن رعايته تحيط به، والحِوَاط: حظيرة تتخذ للطعام.
  والإيفاء: إتمام الحق، وأصله الوفاء، وهو تمام الحق، وَفَى وأوفى لغتان، ونقيضه: البَخْسُ، وهو النقصان، بخس الشيء نقص.