التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم تشابهت قلوبهم قد بينا الآيات لقوم يوقنون 118}

صفحة 567 - الجزء 1

  وتدل على كمال قدرته حيث لا يمتنع عليه شيء، فمن هذا الوجه تدل على كونه قادرا لذاته.

قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ لَوْلَا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ١١٨}

  · اللغة: اليقين والعلم والمعرفة نظائر، ونقيضه الجهل.

  والآية: العلامة والحجة.

  · المعنى: لما بَيَّنَ تعالى من حالهم إنكار التوحيد، والاحتجاج عليهم، عقبه بذكر خلافهم في النبوات مبينًا أنهم يسلكون سبيل التعنت والعناد، فقال تعالى: «وَقَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ» قيل: النصارى، عن مجاهد، وقيل: اليهود، عن ابن عباس، وقيل: مشركو العرب، عن الحسن وقتادة والأصم وأبي علي، وهو الأقرب؛ لأنهم الَّذِينَ سألوا المحالات، ولم يقتصروا على ما ظهر من المعجزات {وَقَالُوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا ٩٠} الآيات إلى آخرها، ولأنه وصفهم بأنهم لا يعلمون، وأهل الكتاب أهل علم، وقيل: سائر الكفار الَّذِينَ كانوا في عصر النبي ÷، ومعنى «لاَ يَعْلَمُونَ» قيل: التوحيد والدين والكتاب، عن أبي علي، وقيل: لا يعلمون الكتاب «لَوْلاَ يُكَلِّمُنَا اللَّه» يعني يكلمنا معاينة أنك نبي، وقيل: يكلمنا بكلامه كما كلم موسى وغيره من الأنبياء «أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ» أي حجة ومعجزة توافق دعوتنا ومرادنا، «كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ مِثْلَ قَوْلِهِمْ» قيل: هم اليهود، عن مجاهد، وقيل: اليهود والنصارى وغيرهم، عن قتادة والسدي والربيع، وقيل: سائر الكفار الَّذِينَ كانوا قبل الإسلام،