التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وقل جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقا 81 وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا 82 وإذا أنعمنا على الإنسان أعرض ونأى بجانبه وإذا مسه الشر كان يئوسا 83 قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلا 84}

صفحة 4286 - الجزء 6

  ويدل قوله: «رَبِّ أَدْخِلْنِي» على وجوب الانقطاع إليه تعالى في جميع الأحوال.

  ويدل آخر الآية على افتقاره إلى نصرة الله، فغيره أولى بذلك.

  وتدل على أن إقامة الصلاة والتهجد فعل العبد لذلك صح الأمر به، فيصحح قولنا في المخلوق.

قوله تعالى: {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا ٨١ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ٨٢ وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ كَانَ يَئُوسًا ٨٣ قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ أَهْدَى سَبِيلًا ٨٤}

  · القراءة: قرأ أبو جعفر وابن عامر: «وناءَ بجانبه» ممدود مهموز بوزن فاع، وفي (حم) مثله، ولها وجهان:

  أحدهما: أنها مقلوبة كما يقال: رأى ورَاءَ.

  الثاني: أنها من النوء، وهو النهوض والقيام، وقد يقال للقعود: نوء، وهو من الأضداد.

  وقرأ حمزة والكسائي: «ينئي» بكسر النون والهمزة، مثل: رِئي، أتبعوا الكسرة