قوله تعالى: {وإن كنتم على سفر ولم تجدوا كاتبا فرهان مقبوضة فإن أمن بعضكم بعضا فليؤد الذي اؤتمن أمانته وليتق الله ربه ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه والله بما تعملون عليم 283}
  ويدل قوله: «فَإنَّهُ فُسُوقٌ بِكُمْ» أن المضارة كثيرة وشيوخنا يقولون: إنه يكون فسوقًا إذا بلغ حدًّا يكَون كبيرًا، فأما الصغير فدخله الوعيد وليس بفسوق.
  وتدل على أن الفسوق اسم ذم على ما نقوله.
قوله تعالى: {وَإِنْ كُنْتُمْ عَلَى سَفَرٍ وَلَمْ تَجِدُوا كَاتِبًا فَرِهَانٌ مَقْبُوضَةٌ فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللَّهَ رَبَّهُ وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ ٢٨٣}
  · القراءة: · القراءة الظاهرة «وَلَمْ تجدُوا كَاتِبًا» على الواحد، وهو كذلك في المصحف، وعن ابن عباس ومجاهد وأبي العاَلية «كِتابا» قالوا: ربما يجد الكاتب ولا يجد آلات الكتابة، وعن الضحاك «كُتَّابًا» على جمع الكاتب.
  وقرأ ابن كثير وأبو عمرو: «فرُهُن» بضم الراء والهاء، وقرأ نافع وعاصم وابن عامر وحمزة والكسائي: «فرهان» وعن عكرمة: «فرهن» فأما الرُّهْن بضم الراء وجزم الهاء فجمع رهان، وهو جمع الجمع رَهْن ورِهَان ورُهُن، نحو: تَمْر وتمَار وتُمُر، عن الكسائي والفراء، وقيل: واحده رهن، نحو: سَقْفٌ وسُقُفٌ، عن أبي عبيد، وقيل: لا يعرف في الأسماء فَعْل وفُعُل غير هذين، وزاد بعضهم: قَلْبُ النخلة وقُلُب، فأما رِهَان جمع رَهْن فعلى القياس نحو حَبْل وحِبَال وبَغْل وبِغَال، وكبَشْ وكِبَاش، واختار أبو عمرو «فرهنٌ» لغلبة الرهان في الخيل، ولموافقة المصحف، ومن اختار الرهان فلاطراده في باب الجمع، وكل جنس.