قوله تعالى: {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم قالوا كنا مستضعفين في الأرض قالوا ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها فأولئك مأواهم جهنم وساءت مصيرا 97}
  وغير المعذور في القعود عن الجهاد ليكون حثًّا لغير أولي الضرر، ولكن يُبَيِّنُ إذا ترك الجهاد؛ قد يباح بحال من غير عذر؛ ولذلك قال: «وَكُلًّا وَعَدَ اللَّه الْحُسْنَى»، وهذه فوائد الاستثناء.
قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا ٩٧}
  · اللغة: التوفي: القبض، وتوفيت الشيء واستوفيته: قبضته، والوفاة: الموت؛ لأنه يقبض روحه.
  والمأوى: مكان كل شيء، آوى إلى منزله يأوي أويًا، وحكى بعضهم أوى وآويته أنا آوايه إيواءً.
  · الإعراب: «توفتهم» إن شئت جعلته ماضيًا، فيكون في موضع النصب، وقيل: لا موضع له، وإن شئت جعلته مستقبلاً، فيكون موضعه رفعا، والمعنى يتوفاهم عن المبرد والفراء، وأصل توفتهم تتوافاهم بتاءين، أحدهما للتأنيث، وهي علامة الفعل المضارع، كقولك: تفعل هند، والثانية: تاء أصل الفعل، فإن كان الخبر غير مذكر كانت الأولى ياء، كقوله: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ} ونصب «ظالمي أَنفُسِهِمْ» على الحال، وتقديره: في حال ظلمهم «فِيمَ كُنْتُمْ» فيما كنتم؟ أي في أي شيء كنتم، فحذف الألف من (ما)؛ لأنه استفهام. «فَتُهَاجِرُوا» نصب لأنه جواب الاستفهام في