التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه وما للظالمين من أنصار 270 إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير 271}

صفحة 1043 - الجزء 2

  · الأحكام: تدل الآية على التحذير من الشيطان ومما دعا إليه، والترغيب فيما دعا إليه اللَّه تعالى، وفيما وعد في الدنيا والآخرة.

  وتدل على أن المعصية فعل العبد، والوسوسة فعل الشيطان؛ إذ لو كانا جميعًا من خلقه تعالى لما صح التحذير والقسمة، ولكانا جميعًا من جهته.

  وتدل على فضل العلم والعالم، وعلى الترغيب في التعلم كما تدل على الترغيب في الإنفاق.

قوله تعالى: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ نَذَرْتُمْ مِنْ نَذْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ ٢٧٠ إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ٢٧١}

  · القراءة: · القراءة الظاهرة «فَنِعِمَّا» بالإدغام، وقرأ الحسن «فنعم ما» بالإظهار على الأصل، ثم اختلف القراء، فقرأ ابن كثير ونافع برواية ورش وعاصم في رواية حفص، ويعقوب «فَنعما» بكسر النون وإسكان العين، وهي لغة رسول اللَّه ÷، وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي «فنَعِمَا» بفتح النون وكسر العين. وقرأ أبو عمرو وأبو بكر عن عاصم وقالون عن نافع بكسر النون وتسكين العين، وكلها لغات صحيحة.

  واختلفوا في «نكفر» قرأ ابن كثير وأبو عمرو وعاصم في رواية أبي بكر ويعقوب: «نُكَفِّرُ» بالنون ورفع الراء عطفًا على موضع ما بعد الفاء، وقرأ أبو جعفر ونافع وحمزة