التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين 44 الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا وهم بالآخرة كافرون 45}

صفحة 2568 - الجزء 4

  وتدل على رضا كل أحد بحظه، ولا يكون فيها تخاصم وتباغض.

  وروي عن علي أنه قال: أرجو أن أكون أنا وعثمان وطلحة والزبير ممّن قال اللَّه تعالى: «وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ».

  وتدل على توادّ بين أهل الجنة خلاف أهل النار، فإنهم يتلاعنون ويتباغضون.

  وتدل على أنهم يحمدون اللَّه - تعالى - ورسله على هداهم، وفي هذا الشكر لهم تلذذ وسرور.

  وتدل أنهم كانوا يعرفون الثواب والجنة، فلذلك صح منهم الإشارة إليه.

قوله تعالى: {وَنَادَى أَصْحَابُ الْجَنَّةِ أَصْحَابَ النَّارِ أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقًّا قَالُوا نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ٤٤ الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآخِرَةِ كَافِرُونَ ٤٥}

  · القراءة: قرأ الكسائي «نَعِمْ» بكسر العين كل القرآن، وقرأ الباقون بالفتح، وهما لغتان، غير أن الفتح أشهر وأخف.

  وقرأ ابن كثير وابن عامر وحمزة والكسائي «أنَّ» مشددة «لَعْنَةَ اللَّهِ» بالنصب على أنها اسم (أنَّ)، والباقون «أنْ» مخففة «لَعْنَةُ اللَّهِ» بالرفع.

  · اللغة: الأذان: الإعلام، تأذن فلان أي: أَعْلَمَ، ويسمى الأذان أذانًا؛ لأنه إعلام، والمؤذِّن: المُعلم بأوقات الصلاة، والأذان والإيذان والأَذِينُ بمعنى، قال جرير: