التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وجعلنا في الأرض رواسي أن تميد بهم وجعلنا فيها فجاجا سبلا لعلهم يهتدون 31 وجعلنا السماء سقفا محفوظا وهم عن آياتها معرضون 32 وهو الذي خلق الليل والنهار والشمس والقمر كل في فلك يسبحون 33 وما جعلنا لبشر من قبلك الخلد أفإن مت فهم الخالدون 34 كل نفس ذائقة الموت ونبلوكم بالشر والخير فتنة وإلينا ترجعون 35}

صفحة 4813 - الجزء 7

قوله تعالى: {وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ ٣١ وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ ٣٢ وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ ٣٣ وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ ٣٤ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ٣٥}

  · اللغة: الرواسي: جمع راسية وهي الثوابت، يقال: رسا يَرْسُو: ثبت، وجبل راسٍ، ورَسَتْ أقدامهم في الحرب، وألقت السحاب مَرَاسِيَها أي: دامت وثبتت، ومنه: (مُرْسَاهَا) أي: ثباتها وأرست السفينة أي وقفت.

  والميد: الاضطراب والتحرك في الجهات، مادَ يَمِيدُ مَيْدًا فهو مائد.

  والفَجُّ: الطريق الواسع وجمعه: فِجَاجٌ، وقيل: ما بين كل جبلين فج.

  والفلك: أصله كل دائر، وجمعه: أفلاك، ومنه: فَلْكَةُ المغزل، ويقال: فَلَّكَ ثدي المرأة إذا استدار، ومنه اشتق فلك السماء، والفَلْكَةُ: قطعة من الأرض مستديرة مرتفعة عما حولها، والفُلك بضم الفاء: السفينة، قيل: هو واحدٌ وجمع، وقيل:

  واحدها: فَلَكٌ، نحو أَسَد وأُسْد.

  والتسبيح: التنزيه، ومعنى سبحان اللَّه: براءة له من كل سوء، والسُّبْحَة