التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم فلما تراءت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني بريء منكم إني أرى ما لا ترون إني أخاف الله والله شديد العقاب 48}

صفحة 2955 - الجزء 4

  وتدل على أن الواجب على المجاهد أن يكون قصده التقرب والإخلاص دون الرياء.

  وتدل على أنه عالم بجميع الأشياء؛ لأن المراد بالإحاطة ذلك، فتدل على أنه عالم بجميع المعلومات، فيوجب كونه عالمًا لذاته.

قوله تعالى: {وَإِذْ زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ وَقَالَ لَا غَالِبَ لَكُمُ الْيَوْمَ مِنَ النَّاسِ وَإِنِّي جَارٌ لَكُمْ فَلَمَّا تَرَاءَتِ الْفِئَتَانِ نَكَصَ عَلَى عَقِبَيْهِ وَقَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكُمْ إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ ٤٨}

  · القراءة: «إني أرى» و «إني أخاف» فتح الياء فيهما أبو جعفر، ونافع، وابن كثير، وابن عمرو، وأسكنهما الآخرون.

  · اللغة: الزينة: لباس الحلة، والتزين: التحسين بالزينة، والزين: نقيض الشين.

  والغلبة: القهر، غلب فهو غالب.

  والجَارُ: الدافع عن صاحبه، كما يدفع الجار عن جاره.

  والنكوص: رجوع القهقرى خوفًا، نكص ينكص نكوصًا، والنكوص: الإحجام عن الشيء، يقال: نكص على عقبيه.

  والعَقِبُ: أصله أن يجيء الشيء يعقب الشيء، ومنه: العقب: الأولاد ومنه: العقب مؤخر القدم، ونكص على عقبيه رجع إلى ورائه يمشي القهقرى، قال أبو عبيد: يقال عَقَبَ يَعْقبُ عقوبًا وعَقْبًا: إذا جاء شيء بعد شيء، ومنه: العقاب جزاء الذنب؛ لأنه يأتي عقيبه.