التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وإن أردتم استبدال زوج مكان زوج وآتيتم إحداهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا أتأخذونه بهتانا وإثما مبينا 20 وكيف تأخذونه وقد أفضى بعضكم إلى بعض وأخذن منكم ميثاقا غليظا 21}

صفحة 1500 - الجزء 2

  الخيرة في النساء اللاتي كرهتم صحبتهن، والخير الكثير قيل: ولد صالح بار يرزقكم اللَّه منهن عن أبي علي، وقيل: كل خير، وقيل: إن كرهتموهن فلا تعجلوا طلاقهن لعل اللَّه يجعل فيهن خيرًا كثيرًا.

  · الأحكام: تدل الآية على نهي الزوج في إمساك المرأة للإضرار.

  وتدل على نهي الولي عن العضل؛ لأنه يحتمل أمرين ولا تنافي بينهما فيحمل عليهما.

  وتدل على أن عند وجود الفاحشة يحل له الفدية، وقد بينا ما قيل فيه، ومتى يحل له أخذ المهر، فأما الزيادة فعند أبي حنيفة لا تحل، وقال الشافعي: تحل وفي المعروف أن النبي ÷ قال لها: «أتردين عليه حديقته؟ قالت: نعم وزيادة، قال: أما الزيادة فلا».

  ويدل قوله: «وَعَاشِرُوهُنَّ» على وجوب حسن العشرة على الزوج، فيدخل تحته جميع حقوق النكاح من النفقة والقسم وترك الميل، ويدل آخر الآية أنه لا ينبغي أن يعمل في الأمور المستقبلة على التوهم، بل يتبع الشرع، فإنه أعلم بالعواقب والمصالح.

قوله تعالى: {وَإِنْ أَرَدْتُمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنْطَارًا فَلَا تَأْخُذُوا مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ٢٠ وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا ٢١}

  · اللغة: الاستبدال استفعال من البدل، والبديل هو أن يأخذ شيئًا مكان شيء، وبدلت الشيء: غيرته وإن لم تأت له ببدل، وأبدلت إذا أتيت ببدله.