التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون 6 ويل لكل أفاك أثيم 7 يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصر مستكبرا كأن لم يسمعها فبشره بعذاب أليم 8 وإذا علم من آياتنا شيئا اتخذها هزوا أولئك لهم عذاب مهين 9 من ورائهم جهنم ولا يغني عنهم ما كسبوا شيئا ولا ما اتخذوا من دون الله أولياء ولهم عذاب عظيم 10 هذا هدى والذين كفروا بآيات ربهم لهم عذاب من رجز أليم 11}

صفحة 6373 - الجزء 9

قوله تعالى: {تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ ٦ وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ ٧ يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ ٨ وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئًا اتَّخَذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ ٩ مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلَا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئًا وَلَا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ١٠ هَذَا هُدًى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ ١١}

  · القراءة: قرأ أبو جعفر ونافع وابن كثير وأبو عمرو وعاصم: «يُؤْمِنُونَ» بالياء على الحكاية، وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي ويعقوب وإحدى الروايات عن عاصم: «تؤمنون» بالتاء على الخطاب. وقرأ ابن كثير وحفص عن عاصم: «مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ» بالرفع، الباقون بالكسر، وهما لغتان.

  · اللغة: التلاوة: القراءة، وأصله: إثبات الشيء في أثر الأول، ومنه: فلان يتلو فلانًا أي: يأتي بعده. ويل: كلمة وعيد.

  والأفَّاكُ: الكذاب، وهو المبالغة في التعظيم لكذبه، وذلك على وجهين:

  أولهما: بكثرة خبره بخلاف الحق.

  وثانيهما: بعظم كذبه في نفسه في خصلة وخصلتين ككذب مسيلمة في ادعاء النبوة، ونقيض كذاب: صِدِّيق؛ لأنه صفة مبالغة في الصدق.