قوله تعالى: {قال لا تخافا إنني معكما أسمع وأرى 46 فأتياه فقولا إنا رسولا ربك فأرسل معنا بني إسرائيل ولا تعذبهم قد جئناك بآية من ربك والسلام على من اتبع الهدى 47 إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب وتولى 48 قال فمن ربكما ياموسى 49 قال ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى 50}
  زيادة طغيان، وكان يحيى بن معاذ يقول: هذا رفقك بمن ادعى الربوبية فكيف رفقك بمن يدعي العبودية.
  وتدل على أن في القرآن مجازاً؛ لأن اللين في صفة الكلام مجاز، وهو هاهنا في غاية الفصاحة.
  وتدل على أن فعل العبد حادث من جهته؛ إذ لو كان خلقًا لله تعالى لكان الرفق وغيره سواء، وكان المعتبر خلق اللَّه فيه الإيمان.
  ويدل قوله: «لَعَلَّهُ» أنه أراد منهم التذكر خلاف قول الْمُجْبِرَةِ.
  وتدل على أن الأنبياء يخافون من شر أعدائهم حتى يُؤَمِّنهم اللَّه تعالى.
قوله تعالى: {قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى ٤٦ فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى ٤٧ إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ٤٨ قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَامُوسَى ٤٩ قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى ٥٠}