قوله تعالى: {ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون 97 فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين 98 واعبد ربك حتى يأتيك اليقين 99}
  وتدل على معجزة لنبينا ÷ في إخباره عن هلاك المستهزئين، ثم أهلكهم، وقيل: هلكوا في يوم واحد وليلة بأسباب قد أشرنا إليها، وقيل: كان يمر الواحد منهم بجبريل فيقول للنبي ÷: كيف هذا فيقول: رجل سوء، فيشير إشارة فيها هلاكه.
قوله تعالى: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ ٩٧ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ ٩٨ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ٩٩}
  · اللغة: اليقين والتيقن: زوال الشك، يقال: أيقن الرجل بالشيء، واستيقن وتيقن بمعنى.
  · النظم: قلنا: فيه وجوه:
  قيل: من اعتقد تنزيه اللَّه ووثق بوعده ووعيده هان عليه تحمل المشاق، ومن جوز عليه القبائح والخلف في وعده ووعيده لا يهون عليه، فكأنه قال: وإن ضاق صدرك فاللَّه تعالى منزه عن الظلم، يثيبك على صبرك، وينتصف لك منهم.
  وقيل: من قام بأمر اللَّه معتقداً ما أعد اللَّه له لا يعتد بما يناله من الأذى، ويخفف ضيق صدره.
  وقيل: نعلم ضيق صدرك بكفر هَؤُلَاءِ، فثق بِاللَّهِ فإنه كما يكفيك ينصرك، وينتقم منهم، وقد تكفل بذلك، وهو منزه عن خلاف ذلك.