التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ما كذب الفؤاد ما رأى 11 أفتمارونه على ما يرى 12 ولقد رآه نزلة أخرى 13 عند سدرة المنتهى 14 عندها جنة المأوى 15 إذ يغشى السدرة ما يغشى 16 ما زاغ البصر وما طغى 17 لقد رأى من آيات ربه الكبرى 18}

صفحة 6640 - الجزء 9

قوله تعالى: {مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى ١١ أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى ١٢ وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى ١٣ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى ١٤ عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى ١٥ إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى ١٦ مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى ١٧ لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى ١٨}

  · القراءة: قرأ ابن عباس والحسن، وقتادة، وأبو جعفر: «مَا كَذَّبَ الْفُؤَادُ» بتشديد الذال، أي: ما كذَّب قلب محمد ما رأى بعينه تلك الليلة؛ بل صدقه وحققه. وقرأ القراء السبعة بالتخفيف، أي: ما كَذَبَ فؤاده فيما رأى.

  وقرأ علي، وابن عباس، وابن مسعود، وعائشة، ومسروق، وإبْرَاهِيم النخعي، وحمزة والكسائي، وخلف، ويعقوب: «أَفَتَمْرُونَهُ» بفتح التاء من غير ألف على معنى: أفتجحدونه، وأجازه أبو عبيد، قال: لأنهم لم يماروه، وإنما جحدوه، تقول العرب: مريت الرجل حقه، أي: جحدته.

  وقرأ سعيد بن جبير، وطلحة بن مصرف: «أَفَتُمْرُونَهُ» بضم التاء من غير ألف أي: ترمونه وتشككونه.

  وقرأ الباقون: «أَفَتُمَارُونَهُ» بالألف وضم التاء على معنى: أفتجادلونه، وهو اختيار أبي حاتم.

  قراءة العامة: «جَنَّةُ الْمَأْوَى» بالتاء، وقرأ محمد بن كعب: «جَنَّهُ» بالهاء، والهاء كناية عن النبي ÷، قال أبو حاتم: وهي قراءة علي وأنس، بمعنى: سَتَرَهُ، وقال الأخفش: أدركه.

  · اللغة: الرؤية: إدراك المرئي، رأى يرى رؤية، فهو راءٍ، والرؤية قد تكون تخيلًا، كرؤية