قوله تعالى: {وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وإن الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم إلا اتباع الظن وما قتلوه يقينا 157 بل رفعه الله إليه وكان الله عزيزا حكيما 158}
  ومتى قيل: هل للبهتان حد في العظم، وفي الصغر؟
  فجوابنا: أما في العظم فَنَعَمْ؛ لأنه لا شيء أعظم من البهتان على اللَّه تعالى، وأما في الصغر فلا بد أن يكون له حد غير أنا لا نعلم ذلك؛ لما ذكرنا أن تعريفه قد يكون مفسدة.
قوله تعالى: {وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلَّا اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا ١٥٧ بَلْ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا ١٥٨}
  · القراءة: يدغم أبو عمرو والكسائي وغيرهما لام (بل) في الراء لقرب مخرجهما، والأكثر على الإظهار على الأصل، وكانوا يدغمون اللام في الراء، ولا يدغمون الراء في اللام من قوله؛ لما في الراء من التكرير، وإنما يدغم الأنقص في الأفضل من المتقاربة؛ لئلا يقع إخلال بالحرف في الكلام، فيصير كأنه قد أُذهب حرفان.
  · اللغة: المسح: مسح اليد بالشيء، والمسيح # قيل: إنه مُعَرَّبٌ وقيل: إنه مشتق من المسح، والمسّيح الدجال بالتشديد، وقد مضى ذلك.
  والقتل: مصدر قتله، وقتلت الشيء علمًا وخبرًا: علمته يقينًا.
  واليقين: زوال الشك والشبهة. والتشبيه في الشيئين يتشابهان. والمشتبهات من الأمور المشكلات.
  · الإعراب: «وقولهم» عطف على قوله: «وبكفرهم» وقيل: تقديره: نالهم العقاب بما تقدم وقولهم، وقيل: تقديره: ومن البهتان أيضًا قولهم.
  «إلا اتباع الظن»: نصب على الاستثناء، وهو استثناء منقطع، والمعنى: لكنهم