قوله تعالى: {اشتروا بآيات الله ثمنا قليلا فصدوا عن سبيله إنهم ساء ما كانوا يعملون 9 لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة وأولئك هم المعتدون 10 فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين ونفصل الآيات لقوم يعلمون 11 وإن نكثوا أيمانهم من بعد عهدهم وطعنوا في دينكم فقاتلوا أئمة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلهم ينتهون 12}
  «يُرْضُونَكمْ بِأَفْوَاهِهِمْ» أي: يعطونكم بألسنتهم خلاف ما في قلوبهم فيتكلمون بما فيه رضاكم مثل قول المنافقين «وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ» قيل: تأبى ما يقولون، قيل: تأبى الإيمان «وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ» قيل: أي: كافرون؛ لأن الفسق الخروج فكأنه خرج عن الإيمان ودخل الكفر، وقيل: ناكثون للعهد، وخص الأكثر؛ لأن منهم من أسلم وكان دخل في العهد، وقيل: ذكر الأكثر، وأراد الكل عن أبي علي، ونظيره (يَغفر لَكم مِّن ذُنُوبِكُم) أي: كل ذنوبكم، وقيل: أكثرهم خارجون عن طريق الوفاء بالعهد، وأراد بذلك رؤساءهم، عن القاضي.
  · الأحكام: تدل الآية على أنه - تعالى - نفى أنْ يكون لهم عهد، وإنما نفى من حيث لم يستقيموا وغدروا سرًا وجهرًا، وتدل على أن المعلوم كان من حالهم الغدر.
  وتدل على أن الواجب فيمن استقام الوفاء بالعهد، وقد بينا الاختلاف فيه، ومتى يجوز نبذ العهد.
  وتدل على أن القوم أضمروا خلاف ما أظهروا.
  وتدل على معجزة للنبي ÷ لأنه أخبرهم عن ضمائرهم، وذلك لا يتأتى إلا بالوحي.
  وتدل على أن الاستقامة والتقوى والإرضاء والفسق فعلهم، فيبطل قول الْمُجْبِرَةِ في المخلوق.
قوله تعالى: {اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ٩ لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ ١٠ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ١١ وَإِنْ نَكَثُوا أَيْمَانَهُمْ مِنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَا أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنْتَهُونَ ١٢}