التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون 21 ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه ثم أعرض عنها إنا من المجرمين منتقمون 22 ولقد آتينا موسى الكتاب فلا تكن في مرية من لقائه وجعلناه هدى لبني إسرائيل 23 وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون 24 إن ربك هو يفصل بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون 25}

صفحة 5685 - الجزء 8

  ويدل قوله: {خَوفا وَطَمَعًا} أن العبادات الشرعية يجب أداؤها على هذا الوجه.

  ويدل قوله: {وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ} أن الرزق لا يكون إلا حلالاً.

  ويدل قوله: {جَزَاءً} على أن الجزاء يستحق على الأعمال، خلاف قول الْمُجْبِرَة.

  ويدل قوله: {أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِنًا} أن المؤمن لا يكون فاسقًا، والفاسق لا يكون مؤمنًا، ولا يستويان في الدنيا والآخرة، فيصحح قولنا في المنزلة بين المنزلتين، ويبطل قول المرجئة.

  ويدل أن المؤمن له الجنة والفاسق له النار، فيصحح قولنا في الوعيد.

  ومتى قيل: الآية في الكفار؛ لأنه قال في آخر الآية: {تُكذِّبوُنَ

  قلنا: خصوص آخر الآية لا يوجب تخصيص أولها، ولأنهم كذبوا بالخلود.

  ويدل قوله: {وَقِيلَ} أن هناك حُرَّاسًا وَخَزَنةً.

قوله تعالى: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ٢١ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ ٢٢ وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ فَلَا تَكُنْ فِي مِرْيَةٍ مِنْ لِقَائِهِ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ ٢٣ وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ٢٤ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ٢٥}

  · القراءة: قرأ حمزة ويعقوب والكسائي: «لِمَا صَبَرُوا» بكسر اللام وتخفيف الميم، أي: بصبرهم، وقرأ الباقون بفتح اللام وتشديد الميم، أي: حين صبروا.