التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وقال الذين أوتوا العلم والإيمان لقد لبثتم في كتاب الله إلى يوم البعث فهذا يوم البعث ولكنكم كنتم لا تعلمون 56 فيومئذ لا ينفع الذين ظلموا معذرتهم ولا هم يستعتبون 57 ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل ولئن جئتهم بآية ليقولن الذين كفروا إن أنتم إلا مبطلون 58 كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون 59 فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون 60}

صفحة 5639 - الجزء 8

قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالْإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ٥٦ فَيَوْمَئِذٍ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ ٥٧ وَلَقَدْ ضَرَبْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلَّا مُبْطِلُونَ ٥٨ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ٥٩ فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ ٦٠}

  · القراءة: قرأ عاصم وحمزة والكسائي: {لَا يَنْفَعُ} بالياء للعُذْرِ، وقرأ الباقون بالتاء لقوله تعالى: {مَعْذِرَتُهُمْ}، فالأول على المعنى، والثاني على اللفظ.

  · اللغة: اللَّبْثُ والمُكْثُ من النظائر، واللبث يتضمن المكان، والبقاء لا يتضمنه، لذلك يقال: الله تعالى باقٍ، ولا يقال: لَابِثٌ.

  والمعذرة: إظهار ما يسقط اللائمة، وهو العذر أيضًا.

  والعَتْبُ: المؤاخذة، وأعتبني فلان: عاد إليَّ راجعًا عن الإساءة، واستعتب بمعنى أعتب، واستعتب: طلب العتبى. قال الخليل: المعاتبة: مخاطبة الإذلال، ومنه أكره المؤاخذة، يقال: عتب عليه: إذا وجد عليه، وإذا فاوضه بما عتب عليه، يقال: عاتبه: إذا رجع إلى مسرته، فقد أعتب، والاسم: العتبى، وهو الرجوع إلى ما يُرْضِي العاتب.

  والاستخفاف: طلب الخفة، واستخف قومه: حملهم على الخفة، واستخفه الطرب وأخفه: أزال حلمه.