التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول تثير الأرض ولا تسقي الحرث مسلمة لا شية فيها قالوا الآن جئت بالحق فذبحوها وما كادوا يفعلون 71}

صفحة 431 - الجزء 1

قوله تعالى: {قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لَا شِيَةَ فِيهَا قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ ٧١}

  · القراءة: قراءة العامة «لا ذلول» بالرفع والتنوين، وعن بعضهم قرأ: «لاَ ذَلُولَ» بنصب اللام من غير تنوين، وذلك لا يصح لأنه صفة للبقرة، كأنه قيل: غير ذلول.

  · اللغة: أَثَارَ الأرض وَكَرَبَهَا وقَلَّبَهَا بمعنى، والإثارة: إظهار الشيء بالكشف.

  والحرث: كل أرض ذللته للزرع.

  والتسليم والتخليص من النظائر، تقول: خُلِّصَت من كل شائب، وَسُلِّمْت من كل شائب بمعنى، وأصله من السلامة كأنها مسلمة من العيوب.

  الشِّيَةُ: لون في لون آخر، كبياض في سواد، وسواد في بياض، وأصله من الوشي، وهو الألوان المختلفة.

  والمجيء: الإتيان، جاء: أتى.

  وسقاه وأسقاه قيل: بمعنى، وقيل: سقاه إذا كان للشَّفَةِ، وأسقاه جعل له سِقْيًا.

  والذبح فَرْيُ الأوداج، وإنما الذبح في البقر والغنم، والنحر في الإبل، وقيل: يوضع أحدهما موضع الآخر.

  · الإعراب: يقال: ما موضع «تُثِيرُ» من الإعراب؟

  قلنا: رفع لأنه صفة الذلول، وهي داخلة في معنى النفي، أي ليست بذلول، ولا مثيرة للأرض، ولا ساقية للحرث؟