قوله تعالى: {وإن كان أصحاب الأيكة لظالمين 78 فانتقمنا منهم وإنهما لبإمام مبين 79}
  مات من قوم لوط، وقيل: الآيات «لَبِسَبِيلٍ مُقِيمٍ» أي: بطريق واضح معلوم لمن شاهد فسمع الأخبار، عن الحسن، وقتادة، والضحاك، ومجاهد. وقيل: تلك الآيات معلومة قائمة، عن الأصم، وأبي علي. قال قتادة: دور قوم لوط بين المدينة والشام «إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً» لعبرة ودلالة «لِلْمُؤْمِنِينَ» قيل: للمصدقين بالأخبار، عن الأصم.
  وقيل: عبرة لكل أحد، إلا أنه خص المؤمنين لأنهم يتعظون، عن أبي علي. وقيل: إن في عجائب القرآن دلالة على نبوة محمد ÷، والمراد بهذه الآية غير ما تقدم، لأن الأول عبرة لمن تدبر الآيات، والثاني موعظة لهم لتقدم علمهم بِاللَّهِ، وقيل: ذلك في شيء، وهذه في شيء آخر على ما ذكرنا أن الآخرة في الدلالة على نبوة محمد ÷.
  · الأحكام: تدل الآية على إهلاك قوم لوط ونجاة من آمن من أهله.
  ويدل قوله: {لَآيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ} على وجوب النظر، لأن النظر فيها يحث على الحق، ويزجر عن الباطل.
  وتدل على أن آثارها باقية ليعتبر بها، وأن فيها لطف لنا.
قوله تعالى: {وَإِنْ كَانَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ ٧٨ فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُبِينٍ ٧٩}