قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين أتريدون أن تجعلوا لله عليكم سلطانا مبينا 144 إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا 145 إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين وسوف يؤت الله المؤمنين أجرا عظيما 146}
  الحكم بهدايته، وقيل: من يضله عن ثوابه فلا سبيل له إليه، وقيل: من وجده ضالاً لا يصلح بلطفه، فلا سبيل إلى هدايته حتى يصلح.
  · الأحكام: تدل الآية على أن من علامة المنافق الكسل في الصلاة؛ لأنه يفعلها تكلفًا لا ديانة، ورياء لا إخلاصًا.
  ومتى قيل: أليس قد تثقل على المؤمن أيضًا؟
  قلنا: يشق عليه فعله، ولكن إذا علم عاقبته قام إليه بنشاط ولا يتكاسل.
  وتدل على أن المنافق لا يرجع إلى دين يوثق به، ويركن إليه.
  وتدل على أن الشك في الدين كفر، وتدل على أن مَنْ استحق العقاب فلا أحد ينجي عنه.
قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا ١٤٤ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا ١٤٥ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا ١٤٦}
  · القراءة: قرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم: (في الدّرْك) بسكون الراء، وقرأ الباقون بفتح الراء، وهما لغتان، غير أن الفتح أكثر في الاستعمال، وجمعه الأدراك والدروك، وأما الساكن فجمعه الأدْرُك.