قوله تعالى: {ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك وما أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض ولئن اتبعت أهواءهم من بعد ما جاءك من العلم إنك إذا لمن الظالمين 145}
  وتدل على أنه كان ينتظر الوحي بتحويل القبلة، وأن ذلك سائغ للأنبياء.
  وتدل على أنه انتظر ذلك لمحبة منه لما وُعِد، ولما علم أنه المصلحة، ولا يحمل على محبة الطباع لما بينا، وتدل أنه انتظر ذلك بعد مسألته، ومعرفته أنه يجاب إليه. وتدل على أنه كان لا يعرف وقت التحويل.
  وتدل على نسخ الأولى ولزوم الثانية، قال ابن عباس: أول ما نسخ من القرآن فيما ذكر لنا شأن القبلة، وقال قتادة: نسخت هذه الآية ما قبلها، قال جعفر بن مبشر:
  هذا مما نسخ السنة بالقرآن.
  ويدل قوله: «شَطْرَ الْمَسْجِدِ» أي نحوه؛ لأن الكعبة فيه، والمعتبر بالبقعة؛ لأنه لو زال البناء فإن الصلاة تجب نحوه، ولأن البقعة هي الموصوفة بأنها وسط المسجد خلاف ما يقوله بعضهم.
  ولا تدل على منع الصلاة في البيت على ما تدعيه المالكية، بل تدل على جوازه؛ لأن المصلي فيه يصلى إلى ناحية منه كالمصلي خارج البيت.
  وتدل على أن المراد به الأمة وإن كان الخطاب له للإجماع، ولقوله: «وَحَيثُ مَا كُنْتُمْ».
  وتدل على وجوب الاجتهاد في التوجه؛ لأن مَنْ في بقاع الأرض لا يمكنه التوجه إلا من طريق الاجتهاد.
قوله تعالى: {وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ ١٤٥}
  · اللغة: الآية: الحجة والعلامة.