قوله تعالى: {فبما نقضهم ميثاقهم وكفرهم بآيات الله وقتلهم الأنبياء بغير حق وقولهم قلوبنا غلف بل طبع الله عليها بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلا 155 وبكفرهم وقولهم على مريم بهتانا عظيما 156}
  «لاَ تَعْدُوا فِي السَّبْتِ» أي: لا تجاوزوا ما حد لكم، ولا تظلموا باصطياد الحيتان، وقيل: لا تعملوا فيه للدنيا شيئًا «وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا» أي: أخذنا عهدًا «غَلِيظًا» مؤكدًا باليمين، وقيل: نفس اليمين ميثاق، وإنما كرر ذكر الميثاق؛ لأنهم أخذ عليهم ميثاق بعد ميثاق قبل رفع الطور وبعده، فَبَيَّنَ تعالى أن تأكيد الميثاق لم يمنعهم من ركوب العظائم والمناهي.
  · الأحكام: تدل الآية على أن الاقتراح على الأنبياء في الآيات لا يجوز بعد ظهور المعجز عليه؛ لأنه تعالى إنما يفعله للمصلحة، فربما يكون ما يسألونه مفسدة.
  وتدل على تسلية له ÷ فيما يفعله اليهود بما فعله أسلافهم، حيث لم يقنعوا بجواب موسى، حتى قالوا: أرنا اللَّه جهرة، وغير ذلك مما حكي من ضلالتهم.
  وتدل على أنه تعالى لا يُرَى؛ إذ لو جاز عليه الرؤية لما أهلكوا بسؤاله، ولكان بمنزلة إنزال الكتاب، ولم يكن أكبر.
  وتدل على أن التوبة مقبولة من جميع الذنوب؛ إذ لا ذنب أعظم من عبادة العجل، ثم عفا عنهم لما تابوا.
قوله تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِمْ بِآيَاتِ اللَّهِ وَقَتْلِهِمُ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا ١٥٥ وَبِكُفْرِهِمْ وَقَوْلِهِمْ عَلَى مَرْيَمَ بُهْتَانًا عَظِيمًا ١٥٦}
  · اللغة: النَّقْضُ: نَقْضُ البناء والحبل والعهد بفتح النون، والنِّقْضُ بكسرها: المنقوض، ومنه المناقضة في الشعر والكلام، كأنه ينقض بعضها بعضًا.