التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قل للذين كفروا ستغلبون وتحشرون إلى جهنم وبئس المهاد 12}

صفحة 1106 - الجزء 2

  وتدل على أنه لا يعاقب من غير ذنب.

  وتدل على أن الذنب فعلهم لذلك أضافه إليهم.

  وتدل الآية على أن سنة اللَّه في جزاء العصيان في الأمم سواء، وكل ذلك يدل على العدل وفساد الجبر.

قوله تعالى: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا سَتُغْلَبُونَ وَتُحْشَرُونَ إِلَى جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمِهَادُ ١٢}

  · القراءة: قرأ حمزة والكسائي «سيغلبون ويحشرون» بالياء والباقون بالتاء، فمن اختار الياء فلأجل قوله: «قد كان لكم» فجرى جميعًا على الخطاب، وأما التاء فللتصرف في الكلام، وقيل: إن الخطاب لليهود، والإخبار عن عبدة الأوثان؛ لأن اليهود أظهروا.

  السر، وربما كان من المشركين يوم أحد، وقيل: الياء على عموم الفريقين.

  · اللغة: الغلبة: القهر.

  والحشر: الجمع مع سوق، ومنه يقال للنبي ÷: الحاشر لحشر الناس على قدميه كأنه يقدمهم وهم خلفه، ويحتمل أنه آخر الأنبياء، فيحشر الناس في زمانه وملته.

  وجهنم: اسم من أسماء النار، وقيل: أخذ من الجهنام، وهي البئر البعيدة القعر.

  والمهد معروف. والمهاد: الفراش الممهد، ومهدت الأمر: هيأته.

  · النزول: قيل: لما هلكت قريش يوم بدر جمع النبي ÷ اليهود بسوق بني قينقاع، فدعاهم إلى الإسلام، وحذرهم مثل ما نزل بقريش من الانتقام فأبوا، وقالوا: لسنا