التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة إني أراك وقومك في ضلال مبين 74 وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين 75}

صفحة 2291 - الجزء 3

قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ٧٤ وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ ٧٥}

  · القراءة: · القراءة الظاهرة: «آزر» بفتح الراء على أنه بدل من أبيه، أو صفة له، ومحله جر إلا أنه نصب؛ لأنه لا ينصرف؛ لأنه اسم أعجمي معرفة، وقرأ الحسن ويعقوب الحضرمي بضم الراء على النداء المفرد بتقدير: يا آزر، كقولهم: يا رجل، وروي عن ابن عباس مثل قول الحسن، والاسم ليس بعربي، والأَزْرُ في العربية القوة، يقال: آزرته: أعنته، قال أبو بكر يوم السقيفة للأنصار: لقد نَصَرْتُمْ وآزرتم. وفيه لغتان: وازر، وآزر.

  · اللغة: الملكوت: أعظم الملك، نحو: رهبوت ورحموت وجبروت، قال الزجاج: زيدت الواو والتاء للمبالغة في الصفة، وحكي عن العرب: له ملكوت اليمن؛ أي ملكه.

  والرؤية تكون بالبصر، وهو إدراك المرئي، وقد تكون بمعنى العلم تقول: أريته كذا، أي أعلمته، وذلك توسع ومبالغة في صفة العلم، كأنه بمنزلة ما يرى بالبصر في الجلاء.

  والاتخاذ: افتعال من الأخذ، ونظيره: الاجتباء، ونقيضه: الاطراح.

  · الإعراب: العامل في قوله: «إذ» محذوف، وتقديره: اذكر إذ قال، وقيل: إنه يتصل بقوله: «بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّه» وبعد «وِإذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ»، و (ذا) لما قرب، و (ذاك) لما بَعُدَ، و (ذلك) لتفخيم شأن ما بَعُدَ؛ لأن تكثير الكلمة بزيادة اللام لتفخيم الشأن، والكاف في