التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإياهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون 151}

صفحة 2461 - الجزء 4

  مذهبهم. وتدلّ على أنه قادر أن يلجئ جميع الخلق إلى الإيمان، ولم يفعل للتكليف والامتحان، وتدل على أن الواجب اتباع الدليل فقط، دون اتباع الهوى، وللهوى أسباب ينبغي للعاقل أن يتجنب كل ذلك، منها التقليد، ومنها الإلف والعادة، ومنها الشبهة، ومنها ترك النظر، ومنها الأسباب الداعية الدنيوية، وكل ذلك يؤدي إلى الهلاك.

قوله تعالى: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ١٥١}

  · اللغة: معنى «تعال»: أَقْبِلْ وادْنُ، وأصله: من العلو والارتفاع، على تقدير: أن الداعي في المكان العالي، وإن كان في مستأمن الأرض، كما يقال للإنسان: ارتفع إلى صدر المجلس، والعلو ضد السفل، والعلو الارتفاع، وعَلِيَ في المكارم يَعْلى عَلاءً، وعلا في المكان يعلو علوَّا.

  والتحريم: أصله المنع، ونظيره: الحجر والحظر، ونقيضه: الإطلاق والإباحة.

  والتلاوة: القراءة، والتلاوة غير المَتْلُوِّ كما أن الحكاية غير المحكي، هو الكلام الأول، والتلاوة: القراءة، والتلاوة: الحكاية، الثاني على طريق الإعادة.

  والإملاق: الإفلاس من المال والزاد، وهو الفقر، أملق إملاقًا: إذا افتقر، ومنه:

  الملق والتملق؛ لأنه اجتهاد في تقرب المفلس للطمع.