قوله تعالى: {ولا تمش في الأرض مرحا إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا 37 كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروها 38 ذلك مما أوحى إليك ربك من الحكمة ولا تجعل مع الله إلها آخر فتلقى في جهنم ملوما مدحورا 39 أفأصفاكم ربكم بالبنين واتخذ من الملائكة إناثا إنكم لتقولون قولا عظيما 40}
  وتدل على أن المكلف مسئول عما يضمره ويبصره ويسمعه، قيل: لم استمعت إلى ما لا يحل؟ ولم نظرت إلى ما لا يحل؟ ولم أضمرت وأردت ما لا يحل؟
  واعتقدت ما لا يحل.
  وتدل على أن أفعال القلوب يسأل عنها ويجازى عليها.
  وتدل على أن ما يفعل بهذه الجوارح فعله حتى يسأل عنه، [فيصح] قولنا في المخلوق.
قوله تعالى: {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا ٣٧ كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئُهُ عِنْدَ رَبِّكَ مَكْرُوهًا ٣٨ ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ وَلَا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَدْحُورًا ٣٩ أَفَأَصْفَاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَاتَّخَذَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ إِنَاثًا إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلًا عَظِيمًا ٤٠}
  · القراءة: قرأ أبو جعفر ونافع وابن كثير وأبو عمرو ويعقوب: «كُلُّ ذَلِكَ كَانَ سَيِّئَةً» منصوباً منونة، لأنه قصد النهي عنه، وخصه بالذكر، وقرأ عاصم وابن عامر وحمزة والكسائي: «سَيِّئُهُ» بضم الهاء والهمزة، قالوا: لأنه تقدم ذكر الحسن والسيئ، فبين سيئه، أي: السيئ من المذكور مكروه، وهو قراءة الحسن ويحيى بن يعمر، واختاره أبو عبيد لهذا الوجه، ولأنه يوافق قراءة أبيّ بأنه كان سيئاته، وهو لا يحتمل إلا الإضافة.