التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وإذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية وكلوا منها حيث شئتم وقولوا حطة وادخلوا الباب سجدا نغفر لكم خطيئاتكم سنزيد المحسنين 161 فبدل الذين ظلموا منهم قولا غير الذي قيل لهم فأرسلنا عليهم رجزا من السماء بما كانوا يظلمون 162}

صفحة 2750 - الجزء 4

  اللَّه بعصيانهم «وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ» أي: بخسوا حظهم، حيث أوجبوا لها العقاب الدائم، وقيل: تركوا الأفضل وصاروا إلى الأدون كالبقل والبصل وغيره، عن أبي مسلم.

  · الأحكام: تدل الآية على أن الهدى هو البيان والدلالة، وأنه قد يكون من غير اللَّه لذلك أضافه إليهم.

  وتدل على معجزة عظيمة لموسى ونعمة على بني إسرائيل، وهو الحجر الذي كان معهم، إذا احتاجوا إلى الماء ضربه بالعصا فتجري منها اثنتا عشرة عينًا، ثم يحمله في محلاته.

  وتدل على نعمة عظيمة ومعجزة أخرى، وهي المن والسلوى.

  وتدل على أن الظلم فعلهم ليس بخلق لله - تعالى - على ما تقوله الْمُجْبِرَة.

قوله تعالى: {وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُوا هَذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُوا مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُوا حِطَّةٌ وَادْخُلُوا الْبَابَ سُجَّدًا نَغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ ١٦١ فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ ١٦٢}

  · القراءة: قرأ أبو جعفر ونافع ويعقوب «يُغفَر» بالياء مضمومة «خطيئاتكم» بالألف والياء على الجمع مرفوعة على ما لم يسم فاعله.

  وقرأ ابن عامر كذلك غير أنه خالفهم في قوله: «خطيئتكم» فقرأها بغير ألف على واحدة