التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا 9 وأن الذين لا يؤمنون بالآخرة أعتدنا لهم عذابا أليما 10 ويدع الإنسان بالشر دعاءه بالخير وكان الإنسان عجولا 11 وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شيء فصلناه تفصيلا 12}

صفحة 4164 - الجزء 6

قوله تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا ٩ وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ١٠ وَيَدْعُ الْإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولًا ١١ وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ وَكُلَّ شَيْءٍ فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلًا ١٢}

  · اللغة: العجلة: طلب الشيء قبل وقته.

  والآية: العلامة، وجمعها: آيات. والمبصرة: المضيئة النيرة، قال أبو عمرو:

  أراد تبصر بها، قال الكسائي: هو من قول العرب: أبصر النهار، إذا أضاء، وصار بحال يبصر بها.

  ويقال: فَصَلْتُ الشيء فَصْلاً، والفاصل: الحاكم، لأنه يفصل الأمور.

  · الإعراب: يقال: لم فتحت (أنَّ) في قوله: {وَأَنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ

  قلنا: فيه قولان:

  أولهما: العطف على (أنَّ) الأولى، وهو قوله: {أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} وذلك أنهم بشروا بالنعيم لهم، والعذاب لأعدائهم.

  وثانيها: على حذف اللام بتقدير: وأنَّ الَّذِينَ، ولو كسرت جاز على الاستئناف.