قوله تعالى: {ولله ما في السماوات وما في الأرض ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله وإن تكفروا فإن لله ما في السماوات وما في الأرض وكان الله غنيا حميدا 131 ولله ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا 132}
قوله تعالى: {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا ١٣١ وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا ١٣٢}
  · اللغة: أصل الاتقاء: الحاجز، من قولهم: اتقيته بالترس، وقيل: أصل التقوى قلة الكلام، وأصل التاء الواو، وأصل الوقاية ما يقي الشيء، ووقيت الشيء أقيه وَقْيًا واتقيته.
  · الإعراب: الباء: في قوله «وكفى بِاللَّهِ» زائدة معناه وكفى اللَّه، فدخلت الباء تأكيدًا واللام في قوله: «لله» لام الإضافة، وقيل: أصلها الملك من قولهم: المال لزيد، وتستعمل في غيره للاختصاص به، كالاختصاص بالملك، وقيل: أصله الاختصاص بالشيء.
  · النظم: قيل: في اتصال الآية بما قبلها وجوه:
  أولها: أنه اتصل به اتصال التسلية عما فات بالفرقة من الألفة بما يوجب الرغبة إليه تعالى؛ لأنه يملك السماوات والأرض، لا تفنى خزائنه، ولا يخيب سائله، ثم ذكر الوصية بالتقوى؛ لأنه به ينال خير الدنيا والآخرة، وأجمل ذلك لأن تفاصيلها قد مرت، ثم بَيَّنَ أن نفعها يعود عليهم؛ لأنه تعالى غني عن جميع الأشياء، عن علي بن عيسى.
  وثانيها: أنه يتصل بقوله: «يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ» أي: أنه يفعل ذلك لأن له ما في السماوات والأرض، وهو الجواد، والأمر بالتقوى يتصل بالأمر بالتقوى في الآية المتقدمة، تقديره: وصاكم كما وصينا من قبلكم بتقوى اللَّه، وأعلمناكم أنه غني