التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ياأيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن يأتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة والكافرون هم الظالمون 254}

صفحة 995 - الجزء 2

  أحدهما: أن يكون المذكور نفس ما وقع به المفاضلة.

  والثاني: أن يكون دلالة المفاضلة.

  وتدل أنه لو شاء منع الكفار عن القتال بالإلجاء، وتدل على أن الإلجاء لم يقع.

  وتدل على أنه يفعل ما يريد؛ لأنه قادر لذاته، لا يتعذر عليه مقدور. وتدل أنه مريد خلاف ما تقوله البغدادية.

قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لَا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ ٢٥٤}

  · القراءة: قرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب: «لاَ بَيعَ فِيهِ وَلاَ خُلَّةَ وَلاَ شَفَاعَةَ» بالنصب، في سورة إبراهيم: {لَّا بَيعَ فِيهِ وَلَا خلالَ} وفي الطور: {لَّا لغوَ فِيهَا وَلَا تأثيمَ} وقرأ الباقون بالرفع، فالنصب على النفي، والرفع على النهي.

  · اللغة: البيع: مصدر باع يبيع بيعًا، وهو استبدال المتاع بالثمن، ثم يستعمل في غيره توسعًا لمن باع دينه بدنياه.

  والخُلَّةُ: المودة الخالصة. والخليل الخالص المودة، وأصله من الخَلَل، وهو الانفراج كأنها متمنعة من تخلل شائب.

  والشفاعة معروفة، وأصله من الضم كأن الشفيع مضموم إلى صاحب الحاجة، وأصله الشفع خلاف الوتر، وحَدُّهُ المسألة للغير لزيادة نعمة، أو دفع نقمة.