التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {يابني آدم إما يأتينكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي فمن اتقى وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون 35 والذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون 36}

صفحة 2551 - الجزء 4

  وتدل على بطلان التقليد؛ لأنه أوجب اتباع الحجة لقوله: «مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا» والسلطان: الحجة.

  وتدل على أن لكل أحد وقتَ حياةٍ ووقتَ مواتٍ، لا يجوز فيه التقديم والتأخير، فيبطل قول من يقول: المقتول مات قبل أجله.

  وتدل على أن الأجل واحد، وهو لا يعلم أنه يجوز فيه، فيبطل القول بالأجلين.

قوله تعالى: {يَابَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ٣٥ وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ٣٦}

  · اللغة: القصص: وصل الحديث بالحديث، وأصله إتباع الشيء الشيء، ومنه: المِقَصُّ لاتباع القطع به القطع، ومنه: القِصَاص؛ لأنه يتبع أصل الجناية، والقَصَّاص: الراوي يأتي بالقصة، ويقال: قصصت الشيء: إذا تتبعت أثره شيئًا بعد شيء قصصًا وقصًّا.

  والتكذيب: تنزيل الخبر على أنه كذب، ونقيضه التصديق، ويختلف حاله بالإضافة، والتكذيب بآيات اللَّه كفر، والتكذيب بالطاغوت إيمان.

  والاستكبار: طلب الترفع بالباطل.

  والرسل: جمع الرسول، وأصله الإطلاق.

  قال الكسائي: أكثر ما تخفف إذا كانت مرفوعة، مثل: {تَوَفَّتهُ رُسُلنُا}؛ وذلك لأن توالي الضمات يستثقل، فإذا كانت منصوبة فالثقل أظهر.