التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ياأيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين 67}

صفحة 2029 - الجزء 3

  «وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا» وعلى قود قولهم يجب أن يقال: إنه خلق فيهم الإيمان والتقوى، ومنها: قوله: «وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنجِيلَ» وهذا لا يليق إلا وذلك فعلهم، ومنها: قوله: «سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ».

  وتدل على لطيف تدبير اللَّه في عباده لما فرق بين الوعد والوعيد، والترغيب والترهيب.

قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ٦٧}

  · القراءة: قرأ أبو جعفر، ونافع ههنا «رسالاته» وفي الأنعام: {حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} على الجمع، وفي الأعراف {بِرِسَالاتي} على واحده، وقرأ حفص محن عاصم على الضد، وفي المائدة والأنعام على واحده، وفي الأعراف على الجمع، وقرأ أبو عمرو وحمزة والكسائي في المائدة على واحده، وفي الأنعام والأعراف على الجمع، وقرأ ابن كثير في الجميع على واحده، وقرأ ابن عامر وأبو بكر عن عاصم ويعقوب كله على الجمع.

  · اللغة: البلوغ: الوصول، يقال: أبلغ سلامي أي أوصل، وَبَلغْتُ المكان أشرفت عليه وإن لم تدخل، ومنه: {فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ} يقال: أبلغ يُبْلِغُ إبلاغًا، وبَلَّغَ يُبَلِّغُ تبليغًا، ومنه البلاغ بمعنى الإبلاغ. وبالغ مبالغة إذا اجتهد؛ لأنه به يصل إلى