قوله تعالى: {ومن الذين قالوا إنا نصارى أخذنا ميثاقهم فنسوا حظا مما ذكروا به فأغرينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة وسوف ينبئهم الله بما كانوا يصنعون 14}
  وتدل الآية على أن أفعالهم غير مخلوقة لله تعالى، وأن الاستطاعة قبل الفعل؛ لأن ذمهم على نقض الميثاق، ولعنهم، ونسبتهم إلى الخيانة وتحريف الكتاب لا يصح إذا كان جميع ذلك خلقا له أو القدرة موجبة له.
قوله تعالى: {وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَسَوْفَ يُنَبِّئُهُمُ اللَّهُ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ ١٤}
  · اللغة: الإغراء: تسليط بعضهم على بعض، يقال: أغريته بالأمر إغراء، ويقال: الإغراء: التحريش، وأصله اللصق، ويقال: غَريت بالرجل غَرًا وغَرَاءً مقصور وممدود، مفتوح الأول إذا ألصقت به، ومنه: الغِرَاءُ، وغَرَوْتُ الجلد ألصقته بالغراء، والإغراء بالشيء الإلصاق به من جهة التسليط عليه.
  والإنباء: الإخبار، أنبأه أخبره.
  · الإعراب: (مِنْ) قيل: للتبعيض، يعني بعض النصارى نقضوا، وقيل: لبيان الجنس، كما يقال: باب من حديد.
  · المعنى: لما بَيَّنَ حال اليهود في نقض الميثاق، وكتمان ما في الكتاب بين حال النصارى في نقض ميثاق عيسى والإنجيل، فقال سبحانه: «وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى» ولم