قوله تعالى: {وإلى مدين أخاهم شعيبا قال ياقوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها ذلكم خير لكم إن كنتم مؤمنين 85 ولا تقعدوا بكل صراط توعدون وتصدون عن سبيل الله من آمن به وتبغونها عوجا واذكروا إذ كنتم قليلا فكثركم وانظروا كيف كان عاقبة المفسدين 86 وإن كان طائفة منكم آمنوا بالذي أرسلت به وطائفة لم يؤمنوا فاصبروا حتى يحكم الله بيننا وهو خير الحاكمين 87}
  لإهلاك قوم لوط، وأمرهم أن يبشروا إبراهيم بإسحاق، فلما أتاهم جبريل ومن معه على صورة أضياف، وقام بأمرهم وقدم الطعام فامتنعوا، وأوجس منهم خيفة، فأظهروا أمرهم، وبشروه بإسحاق، وبهلاك قوم لوط، ثم خرجوا حتى أتوا لوطًا ونزلوا عليه، وهم على أحسن صورة، ودلت امرأته قومه عليهم، فجاؤوه للطلب، ودار بينهم ما قص اللَّه - تعالى - حتى طُمست أعينُهم، وخرج جبريل بلوط ومن آمن معه، وأهلكهم عند الصبح، ورفع تلك المدن حتى قرب من السماء، ثم قَلَبَهَا، وأهلكت امرأته مع من هلك، ورُمِيَ بالحجارة من كان غائبًا من المدن حتى لم يبق منهم أحد.
قوله تعالى: {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ٨٥ وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ وَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ٨٦ وَإِنْ كَانَ طَائِفَةٌ مِنْكُمْ آمَنُوا بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَائِفَةٌ لَمْ يُؤْمِنُوا فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ٨٧}
  · اللغة: الإيفاء: إتمام الشيء إلى حد الحق، ومنه: العهد، قال أبو الهيثم: وَفَى المثل والشيء: تَمَّ، وأوفيته: أتممته، وكل وافٍ: تمام، وَفَى ريش الطائر: بلغ تمام الكمال، ووفى سعره: إذا أتم.