قوله تعالى: {إن يشأ يذهبكم أيها الناس ويأت بآخرين وكان الله على ذلك قديرا 133 من كان يريد ثواب الدنيا فعند الله ثواب الدنيا والآخرة وكان الله سميعا بصيرا 134}
  وذلك ينبئ عن الحاجة؛ لأنه ليس بمستغن. ومعنى الحميد: قيل: الحامد لخلقه، وقيل: المستحق للحمد، عن أبي علي، وقيل المستحمد لخلقه بإحسانه إليهم ونعمه عليهم «وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَكفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً» قيل: حفيظًا، عن قتادة، وقيل: شهيدًا أن مَنْ فيها عبيده، عن ابن عباس، وقيل: قائمًا بالتدبير، وقيل: ترجع إلى قوله: «يُغْنِ اللَّهُ كُلاً مِنْ سَعَتِهِ» أي: فحسبكم اللَّه ضامنًا للكفاية والوكالة، عن أبي مسلم.
  · الأحكام: تدل الآية على عظيم قدرته وملكه؛ حيث خلق السماوات والأرض وما فيها، وذلك [لا] يتأتى إلا من القادر للذات.
  وتدل على تقوية نفوس الزوجين بالانقطاع إليه، وأنه يكفي العباد بتدبيره الذي لو وكل إلى الخلق لعجزوا عنه.
  وتدل على أن في صفاته الواسع، وقد ثبت معناه، وكذلك الحميد والوكيل، فيبطل قول الباطنية: إنه لا يوصف بالنفي، ولا بالإثبات.
قوله تعالى: {إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ وَيَأْتِ بِآخَرِينَ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ قَدِيرًا ١٣٣ مَنْ كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِنْدَ اللَّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا ١٣٤}
  · اللغة: الثواب: الجزاء الآخر، وأصله من تاب يتوب: إذا رجع، والمتابة: الموضع الذي يرجع إليه.
  والقدير: القادر إلا أن فيه مبالغة، والقادر: منَ يصحّ منه الفعل، واللَّه تعالى قادر لم يزل؛ لأنه على صفة يصح منه الفعل، وإنما امتنع؛ لأن الفعل لا يصح وجوده فيما لم يزل.