التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أشد منهم بطشا فنقبوا في البلاد هل من محيص 36 إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد 37 ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب 38 فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب 39 ومن الليل فسبحه وأدبار السجود 40}

صفحة 6570 - الجزء 9

  وقيل: بسلامة من كل مكروه «ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ» أي: وقت الخلود لأهل الثواب «لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا» من أنواع النعم «وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ» قيل: الزيادة بما لم يخطر ببالهم ولم تبلغه أمانيهم، عن أبي علي. وقيل: الزيادة على ما يستحقون بأعمالهم، فأما من حمل الزيادة على الرؤية فقد أخطأ لوجوه:

  منها: أن حجج العقل والسمع دلت على أنه تعالى لا تجوز عليه الرؤية.

  ومنها: أنه ليس في الآية من ذكر الرؤية شيء.

  ومنها: أنه لو كان المراد الرؤية لكان هي الأصل، لا الزيادة.

  · الأحكام: تدل الآية أن جهنم تملأ بالعصاة.

  ويدل أن الجنة تقرب من المتقين.

  وتدل أن من استحقها هو المتقي، خلاف قول المرجئة.

  وتدل أن الخشية والحفظ فعلُهم؛ ليصح الجزاء عليه، فيبطل قول الْمُجْبِرَةِ في المخلوق.

  وتدل أن لأهل الجنة مجموع ما يستجاد ويطلب، زيادة على ما أملوه.

قوله تعالى: {وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ هُمْ أَشَدُّ مِنْهُمْ بَطْشًا فَنَقَّبُوا فِي الْبِلَادِ هَلْ مِنْ مَحِيصٍ ٣٦ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ ٣٧ وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ ٣٨ فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ ٣٩ وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ ٤٠}