التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ويوم يحشرهم وما يعبدون من دون الله فيقول أأنتم أضللتم عبادي هؤلاء أم هم ضلوا السبيل 17 قالوا سبحانك ما كان ينبغي لنا أن نتخذ من دونك من أولياء ولكن متعتهم وآباءهم حتى نسوا الذكر وكانوا قوما بورا 18 فقد كذبوكم بما تقولون فما تستطيعون صرفا ولا نصرا ومن يظلم منكم نذقه عذابا كبيرا 19 وما أرسلنا قبلك من المرسلين إلا إنهم ليأكلون الطعام ويمشون في الأسواق وجعلنا بعضكم لبعض فتنة أتصبرون وكان ربك بصيرا 20}

صفحة 5279 - الجزء 7

  وتدل على أن لهم ما يشاءون ترغيباً في التقوى.

  وتدل على أن التكذيب فِعْلُهُمْ ليس بخلق اللَّه تعالى.

قوله تعالى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلَاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ ١٧ قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا ١٨ فَقَدْ كَذَّبُوكُمْ بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفًا وَلَا نَصْرًا وَمَنْ يَظْلِمْ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا ١٩ وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا ٢٠}

  · القراءة: قرأ ابن كثير وأبو جعفر ويعقوب وحفص عن عاصم: «وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ» «فَيَقُولُ» كلاهما بالياء، وقرأ ابن عامر فيهما بالنون، وقرأ الباقون «نَحْشُرُهُمْ» بالنون، «فيقول» بالياء، فالنون للإضافة، والياء للكناية عن اسم اللَّه تعالى.

  وقرأ أبو جعفر والحسن: «نُتَّخَذَ» بضم النون وفتح الخاء، على ما لم يسم فاعله، وإضافة الأخذ إلى غيرهم. وقرأ الباقون بفتح النون وكسر الخاء على إضافة الأخذ إليهم، قال أبو عبيدة في قراءتهما: هذا لا يجوز؛ لأنه دخل فيه (مِنْ)، ولو كان كما قالا، لقال: نُتَّخَذَ من دونك أولياء، وقال غيره: هو جائز، و (مِن) صلة.

  قرأ حفص عن عاصم: «فَمَا يَسْتَطِيعُونَ» بالتاء على الخطاب، وقرأ الباقون بالياء